مشروع "بُنيان" ضمن القائمة القصيرة لجائزة فاروق حسني للعمارة 2022
البنيان او البناية، هي مجتمع صغير مكون من بعض العناصر التي تتفاعل مع بعضها بطريقة او باخرى بتدخل عناصر غريبة او لا ولكن في النهاية هذا التفاعل هو ما يشكل هيئة هذا النظام ويكسبه العديد من الصفات.. من هذا المنطلق ومن تطرقنا الى قضية التعليم والهيئة النمطية التي هي عليه بدأت تتكشف لنا بعض الجوانب حيث أن التعليم كعملية هي معادلة تدخل فيها عدة معاملات، ومن اهم هذه العوامل هي المكان الذي تتم فيه العملية التعليمية والتجربة الفراغية التي تصاحبها والتجارب التفاعلية بشكل أعم، فالطالب هو متلقي يتعلم ويعرف ويفهم بالتفاعل مع ما يسمع او يرى بتجاربه الحسية التي ترافقه حينها، وهذا بدوره يقودنا الى سؤال.. لماذا نرى تصميم "المدارس" واماكن تلقي العلم بشكل عام متشابه ومتكرر؟
فاذا كانت التجربة الفراغية تؤثر على العملية التعليمية فماذا عن احتياجات من سيمر بهذه التجربة كيف تكون الاستجابة الفراغية لاحتياجات الجميع متطابقة؟ كيف يرتبط المتفاعل شعورياً مع المكان الذي يتفاعل معه اذا كان لا يألفه ولا يأنسه؟ كما أن للموقع والنسق العمراني والتاريخ اهميته ووقعه على تصميم البيئة التفاعلية التي يفترض بها ان تقوم بزيادة الحصيلة العلمية لمرتاديها، حيث ان بالتأمل في حال بعض المدن المشهورة في مصر والمناطق والقرى نجد ان كثير منها ما يتميز بمهنة او اكثر ويشتهر من فيها بها ويكونوا فخورون بها إلا انها في اغلب األحيان تندثر بسبب النزاع الذي ينشأ بين الوالد والأهل بخصوص المسار التعليمي والذي في اغلب الأحيان يسفر عن رغبة الاهل في ضمان استمراية ما يعملون ومن هنا تنتشر مسألة توارث المهن.. ولكن دعونا نتأمل قليلًا هل هناك نزاع فعلاً؟
